Friday, October 3, 2008

الســـــــــــــــعادة

إزدحمت الشوارع في أول أيام العيد, و تنافس الأشخاص في لبس أجمل الثياب, منهم من أختار الخروج من المنزل , ومنهم من أختار الرحيل إلى بلد مجاور,هناك من أختار أن يرافق الأهل و منهم أختار أن يرافق أصحاب. كل هؤلاء الشخوص بحثو عن السعادة في سفر أو نزهة أو حتى مرافقة أصحاب و أحباب. ولكن أين هي السعادة سؤال يدور في ذهن ذلك المغترب الذي يسكن بيته بعد أن وجد
نفسه في يوم العيد بعيد عن أهله؟ أين هي السعادة لذلك الذي تركه أهله أو أصحابه لأسباب قد يعرفها أو يجهلها
السعادة هدف أزلي يبحث عنه الجميع و يجد كل منا يجد سعادته في شيءٌ ما يخصه, وفي ذلك يختلف الصغير الذي يرى سعادته في شراء دمية أو لعب مع أصدقاءه المقربون, في حين تجد الكبير يرى سعادته في مال يجمعه أو لقاء مع حبيب يفتقده أو غيرها, لذا نجد ان السعادة ليس لها وقت محدد أو مرحله عمرية محدده, ممكن للسعادة أن تكون في كل مكان تحت جميع الظروف والحالات, و قد تفنن الأدباء و الأختصاصين في تعريف السعادة و كيفيه الحصول عليهاا,هنا ينادي أحد الشعراء
:
ولست أرى السعادة جمع مالٍ ***ولكن التقي هو السعيد

فهو ذلك الذي يجد سعادته في تقاه , في ما يحمله من إيمان في قلبه, لذا هوا لا يجد في المال مصدر للسعادة, في حين أن الأختصاصين يعرفو السعادة على أنها "شعور بالبهجة والاستمتاع منصهرين سوياً"، و" هى حالة تجعل الشخص يحكم على حياته بأنها حياة جميلة ومستقرة خالية من الآلام والضغوط على الأقل من وجهة نظره". وهناك خطوات ومتطلبات للحصول عليها فكانت الصحة و المال هي أولى المتطلبات ومن ثم تأتي وجود العاطفة فى حياة الشخص وإنشغال الشخص بعمل منتج و أهداف للحياة محددة والسلوك الطيب مع الناس ,و لكن هل معرفة التعريف وتلك النقاط للحصول على السعادة التى ملأت أرفف المكتبات كافية, أم أنهاا تحتاج لفن يجب أن يتقن حتى ينجح الشخص في ذلك؟
يخيل لي في لحظات أن السعادة كطبق من ألذ الأطباق يعده الشخص لنفسه مكوناته حسب رغبته, وأسس التحضير يحكمها الشخص بنفسه و على قد مصالحته مع نفسه وثقته بها أستطاع أن يتحكم و يسيطر على نجاح سعادته, ولكن كيف بالأنسان أن يتقن هذا الفن, هل هوا مكتسب أم هوا ولد معه منذ المهد؟! أجد أن فن إيجاد السعدة موجود في داخل كل منا , أوجده خالقنا عزوجل , ولكن يحتاج كل منا أن يبحث عنه في خبايا نفسه, نحتاج أن نتعرف على أنفسنا ونتصالح معها حتى نتقن ذلك
ومن أجل أن نجد أن أنفسنا ونصالحها , نحتاج الرضا بما كتب الله لنا و سكينة تملأ القلب, قليل المال كنت أم كثير, جميلٌ كنت أم قبيح, بعيد عن أهلك أم أنت معهم, فالإيمان الصادق هوا مصدر الرضا والسكينة اللازمة كأساس لسعادة البشر, فلا سعادة بلا راحة و اطمئنان في القلب, ولا يوجد أطمئنان بلا إيمان . بالإضافه أننا نحتاج لإيقاظ هذا الفن في داخلنا, أن نتعلم و نتقن كيف ندير علاقاتنا مع الآخرين ,لان الأنسان كيان يملأه العاطفة و أي أضطراب في حياته الأجتماعية يأثر سلباً على حصوله على لحظات سعادة, وأنا أقول لحظات لأن السعادة ماهي الإ لحظات نبتهج فيها ,بعد أن كنا لا نشعر بها

يقول أحد الحكماء متحدث عن الحياة و فلسفته وأحببت أن أختم بها مقالتي: " إن الإنسان الذي يظن أنه يستطيع أن يكون سعيداً طوال حياته ليس إلا مجنوناً .. فنحن جميعاً نعرف أن الدليل الوحيد على تمتعنا بكامل قوانا العقلية يكمن في قدرتنا على الشعور بالتعاسة , عندما نفاجأ بحدث يُعكر صفو حياتنا .. إن الحياة الحقيقية هي السعادة التي نشعر بها من بعد حزن .. هي في صفاء النفوس من بعد خلاف .. هي في الحب بعد العراك الذي ينشب بين الحبيبين .. هي في النجاح الذي نصل إليه من بعد فشل .. هي في الأمل الذي يملأ صدورنا بعد أن نكون قد يئسنا من حياتنا وكل ما تحمله لنا الحياة .. هذه هي الحياة , وهذه هي فلسفتها ..".

No comments: