Sunday, September 28, 2008

ثقـــــــافة الإحتفــــــــال



كعادتي أحب أن أخلو مع نفسي في الصباح الباكر. تناولت مفكرتي لأرى تاريخ اليوم و إذا بي أجد رمضان يُودعنا , مر سريعا كعادته, و ها نحن نستقبل العيد بالسعادة والتهاني.
تذكرت حينها حوارٌ أقمته قبل أيام مع صديقٌ مقرب, كنت أتسأل لماذا تَعم الفوضى في شوارعنا أول أيام العيد؟, لماذا تتكدس السيارت في الطريق المؤدي إلى الكورنيش في حين أنها عندما تصل هناك, تكتفي بالمرور والنظر في من هم غيرهم من الماره. شبابٌ قد تنافس في لبس أخر الصرعات, و فتيات قد تجملن بأحلى ما لديهم , أجتمعو بهدف الإحتفال بالعيد ولكني أرى الجميع كلٌ ينظر إلى الأخر و وجههم تفتقد فرحة العيد, إزدحام و زينة و محاولة فاشلة للأحتفال بالعيد ,
في الجانب الأخر عوائل فضلت الهروب من معاناة زحمة الشوارع و أختارت الأجتماع في أمسية عائلية في أحدى البيوت, على الأغلب يكون بيت العائلة الكبير, هناك تجد مائدة بها ما لذ وطاب , أطباق قد جلبت من أفخر المطاعم و أطباق أخرى أستغرقت ساعات لتحضيرها , الكل يتزين بأجمل ما لديه, تهاني و قبلات تتظاهر بأنها حارة ترحب بالعيد, أجتمع الاطفال كل منهم يُري الأخر ما لديه من جديد في هذا العيد, في حين أن الأباء والأمهات قد أجتمعو على قهوتنا العربية و شوكولاتة العيد التى طالما كانت شغل ربة البيت الشاغل من أي محلٌ فاخر سنشتري هذا العيد, حوار قائم مضمونه تبادل أخبار الناس و أحوالهم و كل ذلك في محاولة الأحتفال بالعيد ولكن هناك طعم ٌ بارد, فرحة روتينية سلبت يوم العيد وهجتة و تلك الفرحة الروحانية.
سألت نفسي و صديقي لماذا فقدنا فرحة العيد؟! هل لأننا كبرنا و زادت همومنا, أم لأننا فشلنا في أن نتعلم ثقافة الأحتفال, هل إزدحام الشوارع و إرتفاع صوت الأغاني يعني أننا نحتفل ؟! هل تجمع العائلة بشكل روتيني, اجتماع للأطفال و أخر للكبار, قد يعطي العيد وهجته وفرحته.
إجابة كانت تدور في حنايا الفكر عندي, ماذا سيحدث لو خططنا للأحتفال العائلي بفقرات و برنامج للحفل فلا أعتقد أنها ستأخذ أكثر من ذلك الوقت الذي أخذته المائدة و شراء الشكولاته من تلك المحلات الفاخره,
برنامج حفل بسيط يكسر روتين العائلة , يجمع الكبير و الصغير, مسابقات فكرية أو حتى رياضية, لمسة فنية من أنشاد أو غناء كل حسب مبتغاه. شيء يجمع العائله في قالب جديد يجعل الجميع يشعر بطعم مختلف للعيد.
ببساطة نحن نفتقد ثقافة الأحتفال, ونحن غير مؤخذون في ذلك لأننا لم نتعلم كيف نحتفل, فحتى تلك التى تقام في المدارس كان ترتب من قبل المدرسين وحسب اهتماماتهم, كانت مجرد تأدية واجب مطلوب منهم , لذا لم نتعلم كيف نعد للأحتفال؟! كيف نفكر لأسعاد الأخرين قبل أنفسنا.
تساؤل اخير خطير.. شغل لبرهات جُل تفكيري, هل إذا حاولنا أن نطبق ثقافة الإحتفال من القيام ببرنامج حفل أو غيره.. سيكون مُتقبل؟! ام سيكون هناك ساخرون و ناقدون.؟!
كعادة كل فكره جديده .. أو رؤية تجديدية في مجتمعنا تُقابل بشيءٌ كبير من الصد . ولكن سرعان ما تذوب أسوار الإنتقاد والصد, بصرف النظر عن إيجابيتها أو سلبياتها, فكيف إذا كانت فكره تثبت نجاحها في أرجاء الأرض , فلماذا لا تنجح في أطهر بقعة على وجة أرض؟!

No comments: